عمان-فراس برس- استمر العداء الداخلي الفلسطيني بين الفصائل أمس بعد أن عقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدعوة من حركة فتح من أجل مناقشة اعتقال أعضاء فتح في قطاع غزة من قبل حركة حماس المناوئة لها.
وبعد يوم من اشتباكات وقعت بين انصار فتح وعناصر القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس واسفرت عن اصابة 12 شخصا واعتقال العشرات، اتهم مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حماس بمحاولة فرض 'نظام استبدادي' في القطاع.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة قيس عبد الكريم 'ما جرى في غزة تجاوز كل الخطوط الحمر، وهذه الاعتداءات التي وقعت ليس مجرد تجاوزات وانتهاكات، بل تحولت الى ممارسات متعمدة لفرض نظام شمولي واستبدادي على شعبنا في قطاع غزة'.
واوضح 'سياسة القوة البوليسية في غزة محكوم عليها بالفشل، لان هذا الشعب لم يستطع احد اخضاعه لا قوة داخلية ولا خارجية'.
في الغضون، قال المتحدث باسم فتح أحمد عبد الرحمن أمس إن الناس في قطاع غزة قاموا من أجل الإطاحة بحركة حماس ولن يتوقفوا حتى يقوموا بهذا، مشيرا 'الأمس شهد بداية مرحلة جديدة من الصراع الوطني الفلسطيني من أجل تنظيف الوطن من عصابات حماس الذين ليسوا سوى عملاء للاحتلال الإسرائيلي'.
ودعا ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماع عقدوه أمس، في مدينة غزة إلى استمرار أداء صلاة الجمعة في العراء تعبيراً عن رفض الفصائل الوطنية للدور لتحريضي الذي يلعبه خطباء حركة حماس ضد السلطة وفصائل منظمة التحرير في خطب صلاة الجمعة.
وأشار منسق لجنة فصائل منظمة التحرير في قطاع غزة خالد أبو شرخ إلى أن ممثلي الفصائل عبروا خلال الاجتماع المذكور عن رفضهم وإدانتهم الشديدة للتعديات التي يقترفها مسلحو حماس على الحريات العامة بما في ذلك الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حماس بشأن فرض غرامة مالية قيمتها ألف شيكل ' 220 دولارا' على كل شخص قامت باعتقاله ممن شاركوا في المسيرات الجماهيرية التي انطلقت عقب صلاة الجمعة أول من أمس في مدن قطاع غزة.
وبين أن فصائل منظمة التحرير اتفقت على تنظيم مسيرة واعتصام احتجاجي في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة الأربعاء المقبل للتنديد بممارسات حماس والقوة التنفيذية.
وفي سياق متصل بتنديد القوى والفعاليات الوطنية قرر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية خلال اجتماع عقده أمس تسيير مسيرة نسوية يوم الأربعاء المقبل للتنديد بالاعتقالات السياسية والانتهاكات المتعلقة بالتعدي للمصلين في الساحات العامة التي اعتبرت ان القوة التنفيذية تقترفها.
الى ذلك طالب أهالي الشبان الموقفين لدى القوة التنفيذية خلال مؤتمر صحافي عقدوه في مدينة غزة بالإفراج الفوري عن أبنائهم الذين أوقفوا من قبل القوة فى أعقاب الأحداث التي وقعت عقب صلاة الجمعة يوم أول من أمس.
وفي رام الله شارك أمس عشرات الصحافيين وانصار من حركة فتح، في مسيرة ضد ما وصفوه 'سياسة تكميم الافواه التي تمارسها حماس في غزة'.
وشارك في المسيرة عدد من الشبان الذين اصيبوا في ارجلهم خلال سيطرة حماس على قطاع غزة، والذين نقلتهم السلطة الفلسطينية من قطاع غزة الى رام الله لتلقي العلاج، ويتحركون الان بواسطة كراسي متحركة.
وفي وقت سابق من أمس أدى انفجار في جنوب مدينة غزة إلى تدمير سيارة عضو في حماس لم يعلن عن هويته وقالت مصادر حماس إن الانفجار دمر السيارة بالكامل لكنه لم يتسبب في أذية أي شخص.
وفي تطور آخر، هدد منتسبو الأجهزة الأمنية الفلسطينية المفرغين منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005، أمس باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد حكومة سلام فياض في رام الله.
وفي رسالة وزعت على وسائل الاعلام قال منتسبو الاجهزة إن ما يحدث يهدف الى دفعهم الى الانتساب الى صفوف القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة في حين يهدد البعض باتخاذ خطوات من شأنها إرباك حكومة فياض في مدينة رام الله.
واتهمت الرسالة حكومة فياض بمحاربتهم في لقمة عيشهم وراتبهم الشهرية 'هي السبيل الوحيد لبقائنا علي قيد الحياة في ظل الحصار الاقتصادي التي تفرضه إسرائيل على سكان قطاع غزة' ، مؤكدين أنهم لم يقصروا يوما في اداء واجبهم الوطني وخدمتة العسكرية 'الا ان حكومة فياض أهملت قضيتنا وبشكل متعمد وقطعت رواتبنا'.